نجوى كرم: وائل كفوري خذلني وقلل من إحترامي أما فارس كرم... فلا تعليق
رغم أني حاورتها عشرات المرات قبل اليوم، وجدت نفسي في هذا الحوار أمام امرأة متجددة، تعشق الحياة، واثقة من نفسها أكثر من أي يوم مضى، ومحبّة ومتحمّسة لفنّها، حتى أكثر من فترة البدايات. تحكي عنه وكأنها احترفت يوم أمس الغناء، ومقبلة على الغد مع وهج أكبر وكأنها لم تعتلِ أي مسرح ولم تصدر أي ألبوم. ربما لأنها متصالحة مع نفسها، فاعترفت بأخطائها وبأنها مرّت بظروف قاسية ابتعدت معها عن دائرة الضوء، لكنها قررت أن تعود، وأن تعود بقوّة. إنها الفنانة اللبنانية نجوى كرم في حوارها مع مندوبة مجلة لها.
في البداية تحدثت عن كليب «إيدك » الذي صدم الناس وأثار استغرابهم، قالت: لا علم لي أنه صدم الناس، ما شاهده الجمهور هو شخصيتي الحقيقية ، أي شقاوة الطفولة والمقالب التي كنت أقوم بها مع الأساتذة أيام الصبا. لكنها طبعاً لم تكن مقالب مؤذية بل مجرد مزاح. وحتى اليوم، كل من يعرفني يُدرك المقالب التي أقوم بها سواء مع أصدقائي والمقربين وحتى أفراد فرقتي الموسيقية. الناس لا يعرفون هذا الجانب فيّ، بل يعتقدون أنه يجب أن أكون قاسية وجدّية مثل معلمة المدرسة، فقط لأني أغني اللون الجبلي. تخيّلي أني عندما كنت أدرّس مادة الجغرافيا، كنت أكبُر تلامذتي بحوالي ست سنوات فقط. ما أريد قوله أنه حتى عندما كنت معلمة مدرسة، كنت قريبة جداً من تلامذتي وكنت أصغرالمعلمات سناً. كنت معلمة شقية وأدرك سبل التعامل مع التلامذة الأشقياء لأني بدوري كنت شقيّة. بمعنى أن كليب«إيدك » ليس بعيداً عن شخصيتي، بل أردت من خلاله أن أظهر للناس هذا الجانب الموجود فيّ. منذ أن كنت في الثامنة عشرة مشاركة في برنامج الهواة «ليالي لبنان ،» والناس يعتقدون أني في الخامسة والثلاثين بسبب صوتي وقوّته ومساحته العريضة. واليوم عندما يرونني يستغربون ويقولون «ييه صغرانة ». والحقيقة أني لا أصغّر نفسي، بل هم من وضعوني سابقاً في زمن أكبر من زمني، بينما أنا لا أقيس الزمن بسنوات العمر بل أعتبر الزمن صديقي
وعن قرار عودتها كنجوى كرم الفنانة قالت: عندما استقبلت العام 2007 . شعرت بأن أحداً يهمس في أذني ويقول لي «عودي نجوى كرم .» كان ذلك ليلة رأس السنة، وكنت أغني في حفلة مشتركة
مع الفنان ملحم بركات في فندق «الحبتور ». حقيقةً شعرت بأن أحداً ناداني وقال لي «ارجعي نجوى كرم »، وفي تلك الليلة قررت. ربما كان السبب تفاعل الجمهور الكبير في تلك الليلة هو الذي جعلني
أشعر بذلك، وكأن الناس يقولون لي: «وين بدك تروحي .»
لقد كنت أحيي حفلات ناجحة مثل هذه الحفلة فلقد أحييت قبل ذلك حفلات كبيرة في تونس والجزائر في صيف 2006 عندما اندلعت حرب تموز/ يوليو على لبنان. والكل صار يعلم طبعاً أني كنت في الجزائر عندما بدأت الحرب واضطررت للبقاء هناك. الحفلات كانت رائعة وشعرت باحتضان كبير من الجزائر وتونس. عندما قررت المتابعة في الحفلات قالوا لي إن الناس سيشتمونني، فقلت «كلا»، لأني لن أغني طمعاً بالمال، بل كي نعيد ريع الحفلات لصالح «الصليب الأحمر اللبناني .»
أضافت بالحديث عن حرب تموز، أصدقاء كثر من دول خليجية وأوروبية إتصلوا بي، وأعربوا
عن استعدادهم لإرسال طائرات خاصة لإحضارنا أنا وأعضاء فرقتي الموسيقية، لكني رفضت رغم أني لم أكن قادرة على العودة إلى لبنان. فأنا لم أكن وحدي، بل معي 30 عازفاً، أي بحكم المسؤولة عن ثلاثين عائلة. فقررت أن أغني كي لا نتبهدل أنا وفرقتي، رغم أن دولة الجزائر كانت في غاية الرقيّ معنا، وقدّمت لنا إقامة مفتوحة في فندق خمس نجوم أنا وكل أعضاء الفرقة. وليس صحيحاً أن كل الناس لاموني، بل كثر أيضاً أثنوا على موقفي. وبصراحة أقول إنه كان يجب أن نقوم بتلك الخطوة دون الإعلان عنها، لكني أعلنت خوفاً من الناس. وليتنا نستطيع أن نقول دائماً «مش فرقانة معي، أنا ضميري مرتاح »، وذلك كي نكون أحراراً.
بعد كليب "إيدك" أغنية ستصور نجوى أغنية «الله يشغلّو بالو »، وفي هذا السياق تقول: بحسب العقود، هناك موازنة معينة تخصصها روتانا لكل كليب، والأمر يختلف بين أول كليب من الألبوم والثاني والثالث... «إيدك » كان الكليب الثاني الذي غالباً ما تكون موازنته من جانب روتانا أقلّ من الكليب الأول. وليس عيباً أن أشارك في الإنتاج إن أردت كليباً تفوق تكلفته الموازنة التي تدفعها روتانا، وذلك لأني حريصة على عملي. كثر يقولون إن فلاناً مدلل في روتانا وعلاّن لا. لكن هذا غيرصحيح، لأن كل شيء مرتبط بالعقد الذي يوقعه الفنان مع الشركة. طالما أننا ضمن شروط العقد نحصل على ما نريده، أين المشكلة؟ ولا مشكلة لديّ أنا شخصياً في ذلك. لكن البعض يريد متطلبات خارج شروط العقد. في عقدي مثلاً هناك رقم معين مخصص للكليب الثاني، لكني حرّة في تحمّل الفرق إن أردت كليباً بمستوى معين ولا أستطيع أن أفرض ذلك على الشركة، خصوصاً أن لا فرق بيني وبين روتانا ولم أتعامل معها على هذا الأساس.
وعن مشاكل روتانا وعن سبب عدم شكوتها، قالت: لأنه لا توجد أي خلافات مع الشركة. أستغرب عندما أسمع بعض الفنانين يقولون «إن الشركة لم تصرف لنا الموازنة بعد كي نصوّر ». طيب لماذا لا يدفعون هم ومن ثم يستحصلون على المال من روتانا؟!
أضافت: روتانا لا تجبر أحداً على أن يبقى فيها.وما أقوله لا يعني أني ضدّ الفنانين الذين تركوا، لأنهم ربما يفضّلون البقاء خارجها. هم أحرار إن كانت رؤيتهم تجاه فنّهم تقول لهم ذلك. فإن وجدوا ما يناسبهم خارجها، ليفعلوا ما يريدون. أنا لا أتدخّل في التفاصيل. لكن أجد نفسي دائماً في موقع المدافع عن روتانا، والمتهم بريء حتى إثبات العكس. لكن إن سألتني أنا شخصياً، أقول إني لم أختلف مع روتانا منذ أن انضممت إليها، وعقدي مع الشركة انتهى بصدور ألبوم«خليني شوفك .» كلا هذا غير صحيح. وأنا بالمناسبة لمت أصالة وعاتبتها في الطائرة على الكلام الذي قالته في «مايسترو » عندما
قالت إنها تتمنى الحصول على 5 في المئة من نسبة الدعم الذي ألقاه في روتانا. قلت لها إنها فنانة قديرة وصوتها لا يُستهان به، وهي لا تتكلّ إلاّ على فنها كي تصل. وقلت لها بأن عليها أن تضع شروطها ضمن العقد الذي تراه مناسباً، ولست أفهم لماذا تحصل المشاكل طالما أننا ننفّذ عقوداً. وعندما يُخلّ طرف ما بأيّ من شروط العقد، فليلجأ إلى القضاء. لماذا لا يقاضون روتانا طالما أنها لا تنفّذ عقودها! لم أجد أياً من الذين اشتكوا أقام دعوى ضدّ روتانا، وهذا يعني برأيي أن طلباتهم هي من خارج شروط العقد.
وعن محاولتها إقامة صلح بين روتانا ووائل كفوري، قالت: وائل كفوري خذلني ولم يحترم موعده معي. وعندما أرى أحد الطرفين يقلل من احترامي، أنسحب من الموضوع. وهذا ما فعله معي وائل بصراحة. كان يفترض أن نلتقي في منزلي لكنه لم يحضر ولم يحترم الموعد. وأنا لا مصلحة لي في
الموضوع، بل «لا ناقة لي ولا جمل » وكنت أريد مصلحته، فتخيّلي موقفي. وائل إبن بلدي وأنا أقدّر فنّه، لكنه أخطأ. هو قال إنه «غطس بالنومة »، وهذا عذر أقبح من ذنب. إنتظر مني أن أبادر مجدداً بعدما حاول تلطيف ما جرى من خلال الملحن وسام الأمير، لكن بالنسبة إليّ كان الموضوع قد انتهى. فقلت لوسام الأمير إني أحب وائل، لكنه أزعجني في هذا الموقف. عندما أبذل مجهوداً تجاه شخص أريد مصلحته فقط دون غاية ويبادلني هو باللامبالاة، ماذا يمكنني أن أفعل له بعد أن يكون قد قلل من احترامي، وأنا لأساوم في ما يخصّ كرامتي.
وعن الألبوم المقبل ، قالت: شارفت عل إنهائه، لكني لن أكشف التفاصيل. وأكتفي بالقول إن خياراتي هذا العام «محتالة »، وفيها نوع من اللعب على فلك الإطار العام لخطي الفني.
وعما قاله فرس كرم بأنه هو من أعاد الأغنية البلدية الى الساحة، قالت: لا تعليق ولا يعنيني أن أردّ. لكني أعلن أن هناك شيئاً كتبته موجود في صندوق لديّ، سأفتحه في الوقت المناسب وأكشف فيه عن أمور كثيرة. فأقول لك مثلاً: «كان يجب أن أجيبك على سؤال كذا في المقابلة التي أجريناها بتاريخ
كذا على هذا الشكل، لكني انتظرت إلى حين وجود براهين وحقائق، وها هي الحقائق